يعتقد كثير من الناس بأن النجوم تؤثر على حياة البشر، وقد اثبت العلم أن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا.
سؤال وردنا حول حقيقة الأبراج والتنبؤات وهل تحدث القرآن عن البروج، وهل هي نفس البروج التي يستخدمها المنجمون في الشعوذة؟
يقول تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا} [الفرقان: 61]. وأقسم بهذه البروج فقال: {والسماء ذات البروج} [البروج: 1]. في كلمة بروجًا تتراءى لنا معجزة حقيقية في حديث القرآن عن حقيقة علمية يتباهى الغرب اليوم بأنه أول من اكتشفها، وهي البنى الكونية.
فقد قرأت كثيرًا لعلماء مسلمين كلامًا حول هذه البروج وأنها هي مجموعات النجوم التي صنفها الأقدمون ضمن مجموعات ليهتدوا بها في سفرهم في البر والبحر، مثل برج الثور وبرج الجدي مما تصوره بعض الناس قديمًا على أن هذه النجوم تمثل أشكالًا لحيوانات.
ولكن عندما رجعت إلى اللغة التي نزل بها القرآن وهي العربية، وبحثت عن كلمة بروج فوجدت أن البرج هو البناء الضخم المحكم. وبدأتُ رحلة جديدة من البحث في مواقع وكالات الفضاء العالمية فذهلت عندما رأيت بأن علماء الغرب اليوم بدءوا بإطلاق مصطلحات جديدة مثل الجزر الكونية والبنى الكونية والنسيج الكوني، لأنهم اكتشفوا أن المجرات الغزيرة التي تعدّ بآلاف الملايين وتملأ الكون ليست متوزعة بشكل عشوائي، إنما هنالك أبنية محكمة وضخمة من المجرات يبلغ طولها مئات الملايين من السنوات الضوئية!
اعتقد الفراعنة قديمًا أن النجوم والشمس والقمر تتحكم بنظام الكون ولكن أثبت العلم أنه لا يوجد أدنى تأثير على حياة البشر وبخاصة أن عدد النجوم كبير جدًّا وتأثيرها متشابك وأقرب نجم لنا يبعد بلايين الكيلومترات.
إن هذه الأبنية الضخمة والمحكمة هي البروج التي تحدث عنها القرآن، يقول تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا} [الفرقان: 61]، ووجدت أن هذه التسمية في منتهى الدقة من الناحية العلمية، بل إنها أدق من كلمة أبنية كونية، لأن كلمة بروجًا فيها إشارة لبناء عظيم ومُحكم وكبير الحجم، وهذا ما نراه فعلًا في الأبراج الكونية حيث يتألف كل برج من ملايين المجرات وكل مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!! فتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
الكاتب: عبد الدائم الكحيل.
المصدر: موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.